You are currently viewing زيارة رئيس جمهورية صوماليلاند د. عبدالرحمن محمد عبدالله إلى عيريقافو… رجل السلام يقود مسيرة المصالحة والوحدة الوطنية

زيارة رئيس جمهورية صوماليلاند د. عبدالرحمن محمد عبدالله إلى عيريقافو… رجل السلام يقود مسيرة المصالحة والوحدة الوطنية

في لحظة فارقة من تاريخ جمهورية صوماليلاند الحديث، قام فخامة الرئيس عبدالرحمن محمد عبدالله بزيارة رسمية إلى مدينة عيريقافو عاصمة إقليم سناغ، ليفتتح مؤتمر السلام والمصالحة بين العشائر، ويؤكد مجددًا أن الحوار والوحدة هما الطريق الأمثل لبناء وطن يسوده الأمن والازدهار.

التحضيرات للزيارة: لقاءات وطنية من أجل بناء الثقة

قبل أن يغادر فخامته العاصمة هرجيسا متوجهًا إلى عيريقافو، حرص على عقد سلسلة من اللقاءات الواسعة التي عكست إدراكه العميق بأن السلام يبدأ من الحوار الوطني الشامل.

فقد التقى في القصر الرئاسي بـرؤساء الأحزاب السياسية في البلاد، مؤكدًا أهمية التكاتف الحزبي والعمل المشترك من أجل حماية وحدة الوطن واستقراره. وأوضح لهم أن السلام ليس مسؤولية الحكومة وحدها، بل هو واجب وطني يجب أن تتقاسمه جميع القوى السياسية، مهما اختلفت ارؤاها واتجاهاتها.

kaahin

وفي خطوة أخرى متصلة والتي تعبّر عن حكمته السياسية وبعد نظره، التقى فخامته بـرجال الأعمال والتجار في البلاد، حيث شدد على أن السلام والاستقرار هما الأساس الحقيقي لأي تنمية اقتصادية. وأكد أن ازدهار التجارة والاستثمار في جمهورية صوماليلاند لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل بيئة يسودها الأمن والوحدة الاجتماعية. كما دعاهم إلى المساهمة في دعم مشاريع المصالحة والتنمية في الأقاليم، وخاصة في المناطق التي شهدت توترات قبلية.

كما التقى الرئيس عبدالرحمن أيضًا بـالعلماء ورجال الدين في القصر الرئاسي، حيث أكد أن العلماء يتحملون مسؤولية عظيمة في نشر قيم التسامح، وتعزيز روح الإخاء بين المواطنين. وقد لاقت كلماته استحسانًا واسعًا، إذ عبّر العلماء عن دعمهم الكامل لخطواته الإصلاحية ولمبادرته السلمية في إقليم سناغ، مؤكدين أن صوت الحكمة يجب أن يعلو فوق كل الخلافات القبلية أو السياسية.

IMG 20251028 WA0031

الرحلة إلى عيريقافو: رمز التضامن والوحدة الوطنية

سافر فخامة الرئيس عبدالرحمن محمد عبدالله إلى مدينة عيريقافو برفقة عدد من كبار المسؤولين، وكان من بين مرافقيه شخصية رمزية بارزة هي أقاس عبدالرشيد أقاس دودي، أحد وجهاء قبيلة قدبقورسي في إقليم أودل، والذي شارك في الزيارة كرمز للتضامن والوحدة الوطنية بين القبائل.
مرافقة الوجهاء للرئيس لم يكن قرارا عابرًا، بل كان إشارة رمزية عميقة تأكد إلى أن جمهورية صوماليلاند بمناطقها وقبائلها المختلفة جسد واحد، وأن المصالحة لا تقتصر على منطقة بعينها، بل تشمل الوطن بأكمله.

أهمية الزيارة

هذه الزيارة أكثر من مجرد حدث سياسي او زيارة عابرة؛ هي رسالة سلام صادقة، وخطوة عملية لترسيخ التلاحم الاجتماعي. كما أنها ترسيخ لرؤية الرئيس للسلام والوحدة الوطنية في جمهورية صوماليلاند.

ugaas

وصول الرئيس إلى عيريقافو

بمجرد وصول الرئيس إلى مدينة عيريقافو، حظي باستقبال شعبي كبير، عكس مدى محبة واحترام الأهالي له.
تقدم المستقبلين سلطان سعيد سلطان عبدالسلام سلطانمحمود، سلطان قبيلة ورسنغلي الذي وصل حديثا، وعدد من زعماء العشائر والوجهاء، حيث رحبوا بفخامته ترحيب الأبطال، مؤكدين دعمهم التام لرسالته السلمية.
كان المشهد مؤثرًا، يجسد اللحمة الوطنية الصوماليلاندية في أبهى صورها، ويعيد إلى الأذهان روح التآخي التي ميّزت المجتمع لعقود طويلة.

IMG 20251028 WA0023

افتتاح مؤتمر السلام والمصالحة: لحظة تاريخية

في اليوم التالي، افتتح الرئيس عبدالرحمن محمد عبدالله رسميًا مؤتمر السلام والمصالحة في عيريقافو، بحضور زعماء العشائر، والعلماء، وممثلي المجتمع المدني، ومندوبي الأحزاب السياسية، وعدد كبير من المواطنين.
وفي كلمته الافتتاحية، شدد فخامته على أن السلام هو الطريق الوحيد لبناء وطن مزدهر، مؤكدًا أن الاختلاف سنة الحياة، لكن الصراع لا يمكن أن يكون وسيلة لحل الخلافات.

قال الرئيس في كلمته:

“ نحن اليوم في عيريقافو لنجعل من هذا المؤتمر نقطة تحول نحو مستقبل أفضل. لن نسمح للخلافات أن تمزق نسيجنا الاجتماعي، ولن نرتاح حتى يتحقق السلام الكامل في كل شبر من أرضنا.”

كلماته كانت صادقة ومؤثرة، خرجت من قلب رجل عاش التجربة السياسية والإدارية وعرف قيمة الأمن والاستقرار.
ثم دعا جميع المشاركين إلى العمل بروح المسؤولية، وتغليب المصلحة الوطنية على أي انتماء آخر، مؤكدا أن الوطن فوق الجميع.

لقاءات الرئيس مع قبيلة ورسنغلي لتعزيز السلام

من أبرز محطات الزيارة، لقاء الرئيس مع زعماء قبيلة ورسنغلي، وهي من أكبر القبائل في إقليم سناغ.
دار اللقاء في أجواء ودية وإيجابية، حيث ناقشوا سبل تعزيز السلام، وإزالة التوترات التي شهدتها بعض المناطق في الفترات السابقة.
وقد عبّر زعماء القبيلة عن دعمهم الكامل للمصالحة الوطنية، وأكدوا استعدادهم للتعاون مع الحكومة في ترسيخ الأمن والاستقرار.

الرئيس من جهته أثنى على حكمة شيوخ ورسنغلي، وقال إن هذه القبيلة العريقة كانت دائمًا ركيزة أساسية في استقرار الإقليم ووحدة جمهورية صوماليلاند.
وأضاف أن المصالحة الحقيقية لا تكتمل إلا بمشاركة الجميع، وأن ما تحقق في عيريقافو سيكون نموذجًا يُحتذى في باقي المناطق.

IMG 20251028 WA0030

اللقاءات الشعبية الأخرى: التواصل المباشر مع أبناء سناغ

على هامش المؤتمر، حرص فخامة الرئيس على لقاء مختلف فئات المجتمع في إقليم سناغ، من شيوخ القبائل والوجهاء إلى الشباب والنساء وطلاب الجامعات.
استمع إلى مطالبهم، وتحدث معهم بصراحة ووضوح، مؤكدًا أن الحكومة ستعمل على تحقيق التنمية المتوازنة في كل الأقاليم دون تمييز.

كما التقى المسؤولين وكوادر حزب الوطني الحاكم في الإقليم، وناقش معهم سبل تعزيز الحضور السياسي للحزب، وأهمية التفاعل الإيجابي مع قضايا المجتمع المحلي.
وأشاد بجهودهم في دعم استقرار المنطقة، داعيًا إلى مواصلة العمل الجماعي لتحقيق الأهداف الوطنية.

مشاركة الرئيس في حفل تخريج جامعة سناغ

ضمن جدول زيارته، شارك الرئيس عبدالرحمن محمد عبدالله في حفل تخريج دفعة جديدة من جامعة سناغ في عيريقافو، حيث عبّر عن فخره بما تحقق من إنجازات تعليمية في الإقليم.


وفي كلمته للطلاب، قال فخامته:

“ أنتم مستقبل هذا الوطن، وأنتم حملة راية التغيير والبناء. فالعلم هو السلاح الأقوى الذي نواجه به الفقر والجهل والتطرف.”

وأكد أن الحكومة ستواصل دعم التعليم العالي في جميع الأقاليم، باعتباره الركيزة الأساسية للتنمية المستدامة والسلام الدائم.

وعود التنمية والتطوير الاقتصادي

لم تكن زيارة الرئيس إلى عيريقافو مجرد زيارة رمزية، بل حملت في طياتها رؤية اقتصادية تنموية واضحة.
فقد أعلن فخامته أن الحكومة ستعمل على تطوير البنية التحتية في إقليم سناغ، وتحسين الخدمات العامة مثل الطرق، والتعليم، والصحة، والمياه.
كما وعد بدعم المشاريع الصغيرة، وتشجيع الاستثمار المحلي، وخلق فرص عمل للشباب.
وقال في هذا الصدد:

“ السلام بدون تنمية لا يدوم، والتنمية بدون سلام لا تبدأ. لذلك علينا أن نجعل من هذا السلام نقطة انطلاق نحو ازدهار شامل.”
وقد لاقت هذه الوعود ترحيبًا واسعًا من سكان الإقليم الذين عبروا عن ثقتهم في قيادته الرشيدة.

الوداع ومغادرة الرئيس لعيريقافو

بعد أيام من النشاط المكثف واللقاءات المثمرة، غادر الرئيس عبدالرحمن محمد عبدالله مدينة عيريقافو متجهًا إلى العاصمة هرجيسا.
كانت لحظة الوداع مؤثرة، حيث ودعه الأهالي بقلوب ممتنة لما حققته الزيارة من نتائج إيجابية وملموسة.
غادر الرئيس غرير العين كما وصفه بعض الحاضرين، متأثرًا بحفاوة الاستقبال والوداع وصدق مشاعر الناس، ومفعمًا بالأمل في مستقبل أكثر إشراقًا لإقليم سناغ ولجمهورية صوماليلاند بأكملها.

IMG 20251028 WA0022

زيارة تاريخية ورجل يستحق لقب “رجل السلام ”

لقد أثبتت زيارة الرئيس عبدالرحمن محمد عبدالله إلى عيريقافو أنها أكثر من مجرد جولة سياسية؛ كانت رحلة وطنية بكل المقاييس، عنوانها “السلام والمصالحة والتنمية”.

نجح فخامته في جمع الكلمة، وبث روح الأمل، وإعادة الثقة بين العشائر والمكونات الاجتماعية، وأظهر للعالم أن جمهورية صوماليلاند قادرة على حل قضاياها بالحوار والاحترام المتبادل.

إن وصف الرئيس عبدالرحمن بـرجل السلام ليس مجاملة، بل هو استحقاق حقيقي لرجل جعل السلام منهج حكمه، والوحدة الوطنية هدفه الأسمى.
لقد أثبتت الأحداث أن قيادة الرئيس عبدالرحمن محمد عبدالله تقوم على الحكمة، والإنصاف، والرؤية البعيدة، وهي القيم التي تحتاجها الدول في مسيرة نهضتها.

ومن المؤكد أن مؤتمر عيريقافو سيظل علامة فارقة في تاريخ المصالحة الوطنية، وبداية عهد جديد من التعاون والازدهار في إقليم سناغ وسائر أنحاء البلاد.

https://www.dawan.africa/news/somaliland-president-to-visit-erigavo-amid-security-restrictions

خاتمة

زيارة الرئيس عبدالرحمن محمد عبدالله إلى عيريقافو لم تكن مجرد حدث عابر، بل كانت رسالة أمل للأمة، مفادها أن السلام هو الطريق الوحيد لبناء وطن مزدهر يسوده العدل والوئام.
لقد أثبت فخامته أن القيادة الحقيقية لا تُقاس بالكلمات، بل بالأفعال والمبادرات، وأن رجل الدولة هو من يجمع لا من يفرق، ويصلح لا من يهدم.

ومع مغادرته عيريقافو، ترك وراءه بصمة لا تُمحى في قلوب الناس، وإرثًا وطنيًا يقوم على المحبة، والإخاء، والاحترام المتبادل.
وها هي جمهورية صوماليلاند تمضي اليوم بخطى واثقة نحو مستقبل مشرق، بقيادة رجل آمن بأن السلام ليس خيارًا مؤقتًا، بل قدرًا دائمًا لوطن يستحق الحياة.